# # # #
   
 
 
[ 26.08.2009 ]
لواء السودان الجديد البدايات والمآلات ـ عبدالعزيز خالد


ملحق في كتاب الدكتور عبدالماجد بوب جنوب السودان ـ جدل الوحدة والانفصال

صدر مؤخرا للدكتور عبدالماجد بوب بإسم كتاب بعنوان
جنوب السودان
جدل الوحدة والإنفصال

وتضمن الكتاب ملحق لرئيس المجلس المركزي للتحالف الوطني السوداني عبدالعزيز خالد حمل رقم 33 بعنوان "لواء السودان الجديد البدايات والمالات". كتب الملحق بتاريخ 24 أبريل 2007.

فيما يلي نص الملحق:. وفي نهاية المقال ستجدون سطرا يمكن من خلاله شحن المقال كاملا

إلي استاذي وصديقي
د. بوب
تحية الحرية والتجديد

أذكر أن الاساتذة المبدعة الملحنة أسماء حمزة بشير حكت لي أن اللحن يأتيها أحياناً بغتة وقد تبقي القصيدة عندها فترة طويلة ... وبما أني لست بملحن ... لكن يبدو انك الشاعر ... حين تعود إلي السودان ونحن في الانتظار جهز يديك وارفعها للفاتحة –موتاً أو عرساً- أو فتح خشم.

لا اجتهد العذر فلن ابلغه. ولكن حاولت أن أجد الاعلان التأسيسي (للواء) ففشلت فرجعت للذاكرة فسبقني الزمن ولامني .. أيها الزمن اللوام هذا أستاذي بوب ... والأستاذ حين يشير تعني الهرولة .. كفريضة النية عند المسعي.

بنتي (غدوية) وعريسها (معز) حاولا إغرائي للكتابة اليكم عبر اهدائي طربيزة مكتب ... تكتب لوحدها وكرسي فنجري يختلف عن بنبر الكرنك والقطية .. أقول لك قول المتنبي :-

أسارقك اللخط مستحياً *** وأزجر في الخيل مهري مرارا
وأعلم أني اذا ما اعتذرت *** إليك أراد اعتذاري اعتذارا

وما قالته الذاكرة ربما فات اوان أكله .. أو بعيد شهيه اصلاً ومبتدأ .. ولكنه ربما يعيدني قريباً اليك ... أطمع.


تحياتي للأسرة ونبدء بسم الله ماشاء الله

عبد العزيز خالد
24 ابريل 2007م
حلفاية الملوك

 

لواء السودان الجديد البدايات والمآلات

* مدخل
لواء السودان الجديد يمثل مشروعاً هاماً في مسيرة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وتستحق دراسة عميقة في كل جوانبه فكرته وتطوره والدور الذي لعبه عملياً سياسياً وميدانياً واجتماعياً –نجاحاته والصعوبات التي واجهت مسيرته .. وربما تناول بعض الباحثين هذا المشروع ولكنه كان تناولاً عاماً أو جزئياً ويبقي من المهم تشجيع وإثارة الأفراد الذين تتبعوا المسيرة منذ أن كانت نطفة اضافة للذين شاركوا في بنائه ليكتبوا عن بدايات الفكرة ولكن يمكن تتبع هذا المشروع منذ اللحظة التي أصدر فيها د. جون قرنق أمر تأسيسه بتاريخ ...........
وعن البدايات يقول د.منصور خالد في كتابه (قصة بلدين) {وفي أوائل التسعينات روج قرنق لفكرة لواء السودان الجديد كواحد من وسائط التغيير السياسي والأجتماعي ودعى لتنظيم منتدي عام للحوار بغرض اجتذاب العقول للحوار حول مفهوم السودان الجديد} وان نظر اليه د. منصور كأحدى الوسائط فقط، لكنيي اري فيه ايضاً مشروعاً ليس قائماً بوحده وانما مكملاً لمشروع الحركة الشعبية خاصة لشمال السودان ومفهوم السودان الجديد كمشروع ثقافي اجتماعي اقتصادي سياسي تبنته الحركة الشعبية منذ بدايات تكوينها في ثمانيات القرن الماضي وتبناه التحالف الوطني السوداني/قوات التحالف السودانية في منتصف التسعينيات والذي تؤرخ له مع تكوين حركة اللواء الأبيض 1924م ويستند اليها التحالف كمرجعية فكرية وتاريخية لمشروع دولة السودان الجديد.
ويبقي لواء السودان الجديد إحدى الأليات والمشاريع المهمة في صراع التشكل والتخلق بين دولة التنوع والتعدد الدولة المدنية الديمقراطية الموحد وبين دولة الشمول والتعصب الأحادية دولة الاسلام السياسي.

* البدايات
في اوائل عام 1995م بدأت المعلومات تصل شحيحة عن مشروع لواء السودان الجديد الذي تتبناه الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان –وهي نفس الفترة الزمنية التي بدأت فيها قوات التحالف السودانية الانتقال من مشروع نظري إلي عملي بمعني الذهاب إلي الميدان حيث كانت أول مجموعة مكونة من أربعة أفراد تصل الميدان في أبريل 1995م.
وفي الأول من مايو 1995م سافر وفد من التحالف مكون من (عبد العزيز خالد-عبد الرحمن عبد المطلب) لمقابلة د. جون قرنق ومناقشته حول فكرة لواء السودان الجديد ومعرفة تصوراته –وايضاً في امكانية ضم المشروعين (قوات التحالف/لواء السودان الجديد) في مشروع واحد منذ البداية مع ملاحظة أن الحركة الشعبية كان عمرها النضالي السياسي العسكري وقتها (12) عاماً والتحالف في أولي خطواته- وكنا نحاول أيضاً تجنب إختلافات ميدانية أو سياسية مستقبلية أو علي الأقل تجنب الاحتياج إلي تنسيق أو توحيد تتطلبها بالضرورة وحدة قوي السودان الجديد وهو ما حدث بالفعل لاحقاً.
ذكر د.جون في الاجتماع أن فكرة لواء السودان الجديد طرحها الشماليون داخل الحركة وأنها لم تتبلور نهائياً بعد ولكنه يتبناها وهي فكرة تستحق التجريب ... ولكنه وعد بمناقشة المسألة مستقبلاً بين الطرفين وبالتالي كانت نتيجة الاجتماع نقاش مشروع لواء السودان الجديد –والمرحلة التي وصلتها قوات التحالف السودانية وأهدافها ووسائلها.
وبعد أقل من شهر في يونيو 1995م كان مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية وقبل نهاية الاجتماعات وصل لواء السودان الجديد إلي الجبهة الشرقية وبدء في تجهيز معسكره في (هايكوتا) بالقرب من مدينة تسني علي الحدود مع السودان.وبدأت القوة في إعادة التدريب رغم أنها وصلت قوة جاهزة تنظيماً وتدريباً ودفعت بمجموعات إلي القري الحدودية (السودان/اثيوبيا) للتجنيد والتعبئة وكان يشرف علي تلك القوة أحد أبرز قيادات الحركة الميدانيين الكماندور (جيمس هوس) نائب رئيس الأركان للامداد الآن. اضافة إلي ممثل الحركة في ارتريا المقيم باسمرا الكماندور ياسر عرمان والذي تزامن نشاطه مع نشاط الميدان مركزاً علي السودانيين في مدن إرتريا المختلفة سياسياً وإعلامياً وتعبوياً.

* تطور لواء السودان الجديد

استراتيجياً
أحدث نقل قوات من الجنوب إلي الحدود السودانية الإرترية تحت مسمي لواء السودان الجديد تطوراً إستراتجياً مهماً للحركة الشعبية لتحرير السودان –فاقليمياً فتح علاقات جديدة مع دولة إرتريا الجديدة فعلاقات الحركة كانت في السابق مع إثيوبيا منقستو عدو الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكمة في إرتريا، بل وأن التحالفات بين الانقاذ الخرطوم/ والجبهة الشعبية أسمرا في الفترة من (1991-1994م) أدت إلي أن تساهم القوات الأرترية في طرد قوات الحركة الشعبية من منطقة الكرمك ودفعها إلي داخل جنوب السودان.
وإن كانت إثيوبيا قد أعادت علاقاتها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وسمحت لقوات الحركة -بل وساهمت في عودتها لتحرير الكرمك مرة أخرى (يناير 1997م)- إلا أنها لم تكن ترى ضرورة لوجود لواء السودان الجديد علي الجدود الإرترية السودانية وكانت تفضل أن تترك هذه المنطقة إلي البندقية الشمالية .. وتكتفي الحركة بنشاطها في مناطق جنوب النيل الأزرق حيث حدود شعب الجنوب السوداني مع دولة أثيوبيا.
الحركة الشعبية  في منتصف العام 1995م كانت قد استعادت جزء من عافيتها بعد الهزائم التي تعرضت لها جنوباً في عمليات الانقاذ التي أطلقت عليها (صيف العبور) –فخرجت مرهقة كما جيش الحكومة ولذا شهدت المسارح الجنوبية الثلاث هدوءاً بسبب الارهاق {الاستوائية/ اعالي النيل/ بحر الغزال}- ولذا كان تواجد لواء السودان الجديد شرقاً مكسباً إستراتيجياً عسكرياً –فجبهات العدو اصبحت شاسعة- ولكن الأهم حرمان العدو من المرونة الميدانية بنقل قوات أو آليات من الجبهة الشرقية لدعم قواته بالجنوب وقد يضطر الجيش الحكومي إذا تطورت العمليات شرقاً أن ينقل بعض قواته من الجنوب خاصة التي أكملت فترتها وتم غيارها فبدلاً من نقلها إلي مناطق هادئة في الشمال وجدت هذه القوات نفسها في مسرح عمليات جديد وهي مرهقة ضعيفة المعنويات.
بعض قادة الاقليم (أثيوبيا/يوغندا) كانوا يعتقدون أن مجرد فكرة دفع قوات من الجنوب إلي الشرق (الحدود الإرترية) لم يكن له داعي ويخلق صعوبة –سيطرة علي قوات الحركة- كما أن بعض قادة الحركة الشعبية خاصة ذوي التوجهات الانفصالية كانوا يرون أن دفع قواتهم شرقاً يعني موت جنودهم من أجل الجلابة –وأن تواجد هذه القوات المكاني يعني الدفع في اتجاه الوحدة- ولكنهم تناسوا أن لواء السودان الجديد شرقاً خفف عنهم العمليات جنوباً.
ويمكن القول أن وجود لواء السودان الجديد في الجبهة الإرترية السودانية خدم إستراتيجية د. جون ودعوته إلي السودان الجديد وأعطي الطمأنينة بل وأدي إلي توازن معقول بين التيار الوحدوي والانفصالي (1995-2000م).
دولياً ساعد وجود لواء السودان الجديد شرقاً في دعم تحالف دول الطوق (1995-1999م) المشكل من (إثيوبيا-إرتريا-يوغندا) ضد السودان ودفع دول كالولايات المتحدة الأمريكية إلي تشديد الحصار خلال (3) جبهات، ولولا الحرب الأثيوبية الأرترية وتغير التحالفات الإقليمية لآل نظام الانقاذ إلي السقوط.

سياسياً
سعي لواء السودان الجديد إلي لعب دور سياسي في المنطقة الشرقية وفي ذلك كان محدوداً –فقد اصطدم بتواجد عدد من التنظيمات أهمها التحالف الوطني السوداني/ قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجا- اضافة إلي طبيعة السكان وثقافاتهم المختلفة ولكن الأهم كان الأثر السياسي داخل التجمع الوطني الديمقراطي –ويمكن أن يري الباحث ذاك الأثر السياسي للحركة الشعبية في كل قرارات ومواقف التجمع هذا صحيح- ولكن الصحيح أيضاً أن التواجد الجغرافي الميداني ساهم في التقارب السياسي وتنسيق المواقف بين التنظيمات الميدانية إضافة إلي دعم الدولة المضيفة السياسي استناداً إلي تجربتهم التي تقول أن الاثر السياسي يوازي الأثر الميداني.
ونشير إلي أن لواء السودان الجديد ساهم في نقل الحركة الشعبية من تخندقها جنوباً إلي إنفتاح سياسي عملي شمالاً –وبالمقابل أخرج الأحزاب والتنظيمات الشمالية من تخندقها شمالاً والالتقاء وجهاً لوجه في ساحة سياسية منفتحة وفتح منافذ للحوار والتعايش ليس نقاشاً فوقياً وإنما وسط القواعد ليس بين الصفوة وانما بين البندقية السياسية ويمكن القول أن الأثر السياسي كان متبادلاً.
ربما توقع العض للتأثير السياسي بعداً أقوي وأعمق ولكن المحدودية كانت للأسباب الأتية :-
• السودان الجديد كان شعاراً ولم يكن واضحاً حتي عند (ل.س.ج.) مما خلق ضبابية سياسية ولربما لم ترغب الحركة في توضيحة والجهة التي انزلت الشعار إلي بعض التفاصيل كان التحالف الوطني السوداني.
• الاسم (لواء) سودان الجديد لم يكن جاذباً للشمالين وهم القطاع الأساسي المستهدف، فارتباط اسم اللواء عندهم بلواء التشكيل المقاتل واللواء الرتبة واللواء العقلية الأمنية خاصة الجانب النسوي الشمالي.
• لم تتجه الحركة الشعبية لخلق بؤرة ثورية في الجبهة الشرقية -ولكنها ذهبت في اتجاه تكوين مسرح عمليات سادس (Zone 6) {المسارح الخمسة/ ثلاثة بالاقاليم الجنوبية بالاضافة إلي جبال النوبة والنيل الأزرق}- بؤرة ثورية بمعني مساعدة قوي السودان الجديد لتفجير طاقاتها الثورية وتوحيدها بدلاً من منافستها بعقلية دمجها فيها.
• اعتبار (ل.س.ج.) الية بدلاً من مشروع كامل والابتعاد عن خلق حلف سياسي لقوي جديدة بمشروع جديد .. حركة واحدة وتنظيمات متعددة (One movement – multi organization).
• رغم المحاولات التي بذلت لتسويق (ل.س.ج.) سياسياً إلا أن الحقيقة تظل انحصاره /وإنسحاره في الجبهة الشرقية بشكل أساسي.
• التداخل والتعدد وإزدواج المهام للقادة الأساسين (السياسي/العسكري) بين نشاط الحركة الشعبية و(ل.س.ج.) لذا فشلت قيادة الحركة في إبراز أي قيادات خارج صلبها فظهر (ل.س.ج.) مثله وأي وحدة قتالية للحركة الشعبية في أي من مسارح العمليات الأخرى.
• لم يكن هناك برنامج سياسي لـ(ل.س.ج.) يميزه من الأطروحات السياسية للحركة الشعبية، بمعني برنامجاً يعكس تياراً داخل الحركة .. ماركة خاصة.

عسكريا
• الدور العسكري كان أكثر وضوحاً وأهم إنجازات (ل.س.ج.) ففي عمله منفرداً بدأ العمليات متأخراً رغم كونه أكثر  جاهزية مقارنة بقوات التحالف السودانية التي ابتدرت العمليات في أبريل 1996م وذلك لأسباب لا تتعلق بالجاهزية بل بالمواطن في المنطقة وقبوله العمليات وترحيبه بها ومساندتها بدلاً من الاتجاه إلي جيش الحكومة .. وترغيبه بدلاً عن تخويفه لأن (ل.س.ج.) كان يحتاج لفترة عمل سياسي/ تنظيمي في منطقة تختلف ثقافياً عن الجنوب وتأقلم جنوده علي مسرح مختلف.
• نفذ (ل.س.ج.) عمليات كثيرة في الجبهة الشرقية ومعظمها كان ناجحاً عدا بعض العمليات –ولكن مردودها السياسي للحركة الشعبية كان ضعيفاً في حين أن مردودها السياسي علي التجمع كان كبيراً- ولكن المهم التأثير العسكري علي الانقاذ كان محورياً –فقد ساهم في استنزافه وارباكه واضعافه- واهم العمليات هي تحرير همشكوريب الأولي والثانية وعملية دخول كسلا والتي خطط لها ونفذها منفرداً وساهمت قوات التحالف في مرحلة انسحابه ولولا ذلك لكانت خسائره أكبر من الخسائر التي تحملها. عملية دخول كسلا تعتبر عملية فيها كثير من المخاطر الغير محسوبة وكان يمكن أن تكون عملية مشتركة ولو حدث ذلك لكانت نتائجها مذهلة ولكنها حققت نتائج جزئية (المفاجأة-امكانية إختراق العدو في رئاسته-ارباكه لدرجة أن الجيش السوداني عقد مجالس محاكمة لقيادته). واذا نفذت العملية مشتركة لتم تغطية نقاط ضعف الحركة الشعبية بشكل عام و(ل.س.ج.) بشكل خاص وهي الضعف في التدريب والتنفيذ في حرب المدن اضافة إلي عدم قبول المواطنين لتواجد الحركة بكسلا لدرجة أن عدد من المواطنين وقف إلي جانب الجيش ويمكن اضافة عدم معرفتهم بمداخل ومخارج المدينة.
• التنسيق والعمل المشترك كان أحد هواجس التنظيمات الميدانية منذ الفترات الأولي ففي منتصف 1996م عقد اجتماع ثلاثي إستمر لعدة أيام في مدينة تسني بين (ل.س.ج.)، قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجا وكان الوفد تواليا بقيادة (سلفاكير، عبد العزيز خالد والشيخ طه) وأهم نتائجه تكوين سرية مشتركة كنواة لوحدة للثلاث التنظيمات. وتطورت محاولات الوحدة هذه من السرية المشتركة إلي (ضباط إتصال-التنسيق-القيادة المشتركة) وقمة العمل المشترك كان تشكيل لواء بقيادة الشهيد سليمان ميلاد وفي قمة نجاحته العسكرية والسياسية تم تحطيمه ليس بواسطة العدو وانما الحلفاء وليس بسبب فشله ولكن بسبب النجاح. مآلات الوحدة كانت الفشل رغم قرارات التجمع الفوقية وتباين واساليب ونوايا التنظيمات الميدانية وفي هذا يتحمل (ل.س.ج.) النسبة الأكبر. فلواء السودان الجديد كان نسخ لتجربة النيل الأزرق وجبال النوبة لكن يلاحظ عدم نجاح (ل.س.ج.) في الاستقطاب من السكان المحليين كما حدث في منطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة واستعاض عن ذلك بعملية جلب قوات من الجنوب إلي الشرق سواء في عمليات غيار قواته أو استعواض الخسائر وبالتالي ظل في عيون وعقل حلفائه الاسم الأصل وبدأ يختفي الاسم (لواء السودان الجديد) من شعارات مقاتليه وتحولت من (لواء سودان جديد حديد) إلي (SPLA ويي).
تجربة لواء السودان الجديد واجهتها كثيراً من الصعاب أشير إلي بعضها :-
• الانتقال من مسرح عمليات إستوائي غابات أمطار .. الخ لمسرح صحراوي يبحث فيه الفرد عن نقطة ماء ولذلك ربما كان عدد الوفيات بسبب إختلاف المناخ والأمراض أكثر من بسبب العمليات.
• فقدان الانسجام بين القبائل الجنوبية (دينكا-نوير-استوائي) دع عنك المجموعات التي تنتمي إلي قبائل النوبة والغرب.
• البعد عن الأهل فمقاتل الحركة في منطقته يشعر بالأمان وهو وسط أهله بل وكثيراً ما يترك الميدان في راحة إستجمامية بقريته يقاتل ويرعي أسرته وبقره .. هذا عامل مهم في الروح المعنوية الايجابية.
• اختلاف ثقافات السكان شرقاً مما خلق توتراً مستمراً بين السكان ومقاتلي (ل.س.ج.).
• إختلاف أساليب القتال التي استخدمها (ل.س.ج.) نقلاً من الحركة الشعبية ولم يستطع تغيرها والتي تعتمد علي القوة العددية وتفتقر إلي التنظيم العالي وتهتم بنجاح العملية أكثر من الخسائر في الأفراد ... ربما يعود ذلك إلي حجم القوة، لكنه اسلوب كان يختلف عن اساليب عمل فوات التحالف نموذجاً.
• التعبئة التي اعتمدت علي العنصر (العدو الجلابي) ثم وجد الضباط والجنود أنفسهم في خندق واحد مع حلفاء جلابة .. كانت عملية اهتزاز نفسية صعبة.


إجتماعياً –إنسانياً
استفادت التنظيمات جميعها من علاقة الحركة الشعبية بالمنظمات الإنسانية وبسبب تواجد (ل.س.ج.) في المنطقة وصلت المنظمات التالية :-
• International Rescue Commttei (IRC)
• Semmaritans Burs.
• N.C.A.  التي تنشط فيها البارونة كوكس.
ومن المنظمات التي تتبع إلي بعض التنظيمات وتعاملت معها التنظيمات الأجنبية :-
• منظمة أمل للرعاية الاجتماعية (التحالف).
• منظمة البجا.
• منظمة شرا (د.منصور خالد).
بالرغم من أن المنظمات المذكورة لم تغطي الاحتياجات الطبية /الصحية الفعلية إلا أنها ساهمت لحد معقول ويمكن أن يضاف هذا الجهد الإنساني التي قامت به المنظمات إلي النقاط الايجابية إلي (ل.س.ج.).
خلافاً إلي التعليم الذي لم تهتم به المنظمات ولا (ل.س.ج.) وتلاحظ أن معظم الجنود أميين وكان يمكن التركيز علي فصول محو الأمية ويمكن القول أنه احدى نقاط الضعف البينية في (ل.س.ج.) إنها ليست من اهتمامها.

* المآلات
الفشل والنجاح يرتبط بالاهداف التي من أجلها نبعت فكرة لواء السودان الجديد وقد أشرنا إلي مواقع النجاح والفشل إلا أن المآلات هي أيضاً كفيلة بترجيح كفة الفشل وأعتبر أن اهمها :-
• تجربة التحالف في الوحدة كانت مع الحركة الشعبية وليس (ل.س.ج.) وأذكر أن احد قيادات الحركة (هاشم بدر الدين) قال لي: لو طلبتم أن يكون الطرف الموقع (ل.س.ج.) لاحرجتم قيادة الحركة.
• أثناء مفاوضات نيفاشا تم الاتفاق علي وقف اطلاق النار بين الحركة والانقاذ، فكان (ل.س.ج.) يسري عليه الاتفاق.
• عادت قوات (ل,س.ج.) التي تحول اسمها إلي قوات الحركة الشعبية براً ضمن برنامج الاتفاق الأمني مع الانقاذ مثلها وقوات الفتح وقوات البجا وقبلهم قوات الأمة.
• فشل (ل.س.ج.) في استقطاب شماليين (هدفه الرئيسي)- فيما نجح د.جون بشخصيته الكارزيمة في كسب عضوية مقدرة، إضافة إلي المتعاطفين والمهمشين- فذهب شماليوا السودان الجديد إلي الحركة رأساً دون وساطة اللواء.
• دخل (ل.س.ج.) في سوق المنافسة الاستقطابية الحادة مع الفصائل والتنظيمات التي كانت متواجدة بالجبهة الشرقية وخلقت بعداً نفسياً سالباً بدلاً من خلق بؤرة ثورية لقوي التغيير تدفع في اتجاه التغيير.     
 
انتهى


يمكن فتح النص من هنا ايضا عن طريق الضغط على السطر التالي:

لواء السودان الجديد البدايات والمالات



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by